تعديل القوائم في لوحة المدير

السحر و الروحانية  و الكرامة (وجهة نظر لا دينية )

المعلم:- نمير ذنون

في ثقافتنا المحلية الاسلامية عند ذكر كلمة (سحر) بذهب تصور المتلقي باتجاه (الشر) و انه كفر و حرام . و الحقيقة فان الكثير من الامور التي تقع تحت تصنيف مشترك او تندرج ضمن مبحث واحد قد لا يكون بينها حدود واضحة لدى المتلقي العامي ، و انما فقط لدى المختصين و منها ( السحر و الروحانية و الكرامة ) . ان اختلاف الاصطلاحات يعكس اختلاف في المضمون رغم اندراجها  تحت مبحث واحد .
و لعل اسباب هذا الاعتبار الشائع هو  ان السحر قوة خارقة يكتنفها الغموض و لم تخضع للتفسير العلمي و يمكن استخدامها في فعل الشر دون ان تنكشف ادلة الفعل لانها ليست مادية ، كما انه في الدول المتقدمة بل ربما في معظم الدول ، قانونها ، لا يعتبر السحر من وسائل الجريمة  بل خرافة لانه لايمكن اكتشاف الادلة مادية عليه . ان معظم من يكفرون السحر في مجتمعنا لسببين ( من الناحية النفسية و ليس الدينية ) هما اما الخوف و لكونه وسيلة يقتدر بها على الايذاء او الابتزاز و الثاني هو اعتقادهم بان الساحر يستعين بالشيطان .
لننظر في تراثنا السحري القديم و في نصوصه الاساسية و هي ( شمس المعارف الكبرى ) و ( منبع اصول الحكمة ) سنجد ان هذه الكتب تستخدم كلمات دينية لا غبار عليها مثل اسماء الله الحسنى و سنجد طلاسم و اوفاق و عزائم و سنجد نصا مشهورا جدا يدعى (بالجلجلوتية الكبرى و الصغرى) و بامعان النظر لن نجد اي شياطين في الموضوع ( على الاقل كما هو في ظاهر النص)  و هذا نظريا فقط و لكن في التحضيرات لممارسة العمل السحري لابد من الاشارة الى ان بعض الطلاسم و بعض الكلمات التي يتم تحويلها الى ارقام يعتقد فيها بان كل حرف او اسم له خادم من (الروحانية) ، هكذا هو الاصطلاح المستخدم ، و لا يقال عنه بان شيطان او شبح او غير ذلك . سنجد هناك اوفاق لكل الاغراض ، للخير و الشر و سنجد انه لكل عمل سحري خادم ، و حيث ان لخادم العمل الشرير اسم يدل عليه و كذلك للعمل الخير حينها لابد ان نتساءل اين هي الحدود التي تفصل او تمييز بين الخير و الشر ( و الحديث هنا من منطلق البحث الموضوعي و ليس من وجهة نظر دينية ) .
حقيقة لابد من الاعتراف بان للسحر قدرة قوية في التأثير على المادة و الوعي ، حيث يمكن ان يصيب جسد الانسان بالمرض ،  رغم ان الفحوصات الطبية تؤكد بانه سليم ماديا . و له القدرة ان يغير وعي الانسان من حب و كراهية او يغيره من تمرد الى خضوع او غير ذلك . ان نفس النصوص التي تستخدم للخير يمكن استخدامها للشر كالتي ذكرناها انفا . و من خلال الاطلاع على هذه النصوص و هذه الممارسات وصلنا الى ان الحد الذي يميز بينها هو ( الوازع الاخلاقي ) و اعتقد بانه لابد من الاعتراف بانه ليس كل السحرة اشرار لكن معظمهم . لماذا ؟ لان الاغلبية لجأت الى السحر لتحقيق غايات او اغراض دنيوية انانية و باسرع وسيلة مثل الثراء السريع او اغواء النساء حتى لو كلف الامر الاستعانة بالشيطان . و من الجدير بالذكر ان الحصول على القدرات الخارقة عن طريق السحر  ليس بالامر السهل و لاحتى بالاستعانة بالشياطين لان الامر يحتاج الى تدريب خاص و منها الخلوات و التي اذا تمت بدون اشراف من  معلم خبير او مختص فان ممارسها سيتعرض الى مخاطر جسيمة قد تؤدي به الى الجنون او الرعب الذي يجعله يتوقف عن ممارسة السحر . و معظم السحر السلبيين او الدجاليين هم اما اناس فاشلين في الحياة و غير اخلاقيين و اما ان لديهم موهبة طبيعية جعلت الاعمال السحرية تجري على ايديهم عفويا . و لانهم بدون وازع اخلاقي فانه سيستخدمون هذه الموهبة في غايات انانية او غير اخلاقية . اما من ليس لديه موهبة فان يحتاج الى معلم و الى تدريب طويل و شروط اخلاقية صارمة (و هي من موجبات التجربة ) لان احد الشروط الاساسية في نيل قوة الطلاسم و الاوفاق و العزائم هو التجرد من الرغبات الانانية و الصوم و ممارسة الخلوات ، و بعد نهاية التدريب فان التلميذ سيصل الى حالة التجرد من الرغبات الانانية و يمتلك الوازع الاخلاقي الذاتي في ان لايفعل الشر و هنا لن يجد التلميذ نفسه و هو ساحر او دجال و انما يصبح (روحاني) و هو ساحر خير و قد يصل الى مرحلة لا يحتاج فيها الى استخدام الطلاسم و بقية التحضيرات السحرية و لن يحتاج الى الاستعانة بالخدام الروحانيين و قد يكتفي بالاضمار او العزيمة ،  و هذه ستكون اقصى حدوده .
اما بقية الخوارق التي تدعى بالكرامات فهذه محصورة في اتباع الطرق الصوفية و يحصل عليها المريد من طول الذكر و العبادة و التربية الروحية و الاخلاقية ( التزكية ) علي يد شيخ واصل و لا تكون غاية او مقصودة في ذاتها لكنها عارض يحصلون عليه في الطريق ( و تعتبر عائق يمنع من الوصول الى الله لهذا لا يتوقفون عندها ) و عادة ما يكون لكل شيخ او مريد قدرة يختص بها و هذه لا علاقة لها بالسحر و لا باي تحضيرات .اذن الحد الفاصل بين السحر و الروحاني هو الوازع الاخلاقي مع تشابه الطريق و الحد الفاصل بين هذه و الكرامة هو اختلاف الطريق و الوازع الاخلاقي .
لندخل في التقييم الاخلاقي او الشرعي  لا شك ان اي فعل شرير هو محرم اخلاقيا و دينيا و اي فعل خير هو مرغوب اخلاقيا و دينيا . و الاستعانة بالخدام الروحانيين الذين يفعلون الطلاسم هو من الناحية الدينية يعتبر محرم لانه اعتقاد بان الساحر انما هو يعبد هذه الروحانية و هذا اشراك او هو الاستعانة بغير الله .
و بالنسبة لكرامات الصوفية و التي جاءت من العبادات و الاذكار و الممارسات التقشفية فهذه لا غبار عليها شرعا و اخلاقا . و الحقيقة العلمية و المتفق عليها  بين كل الطرق الصوفية ، و هي قاعدة في كل مدارس التصوف الاسلامي و غيرها هي ان التجرد من الرغبات او الانانية سوف يظهر الطبيعة الحقيقية للانسان و هي انه كائن في الاصل ( روح – و التعبير هنا مجازي لانه يتعذر التعريف بحقيقته الباطنية ) و ان هذه القدرات انما هي قدرات فطرية في الجنس البشري و ان الرغبات و الانانية هي التي دفنتها عميقا في النفس البشرية  او عطلتها و ان رفع الغطاء عنها هو الذي يظهرها . لهذا فلا يوجد اي سبب للاعتقاد بان هذه القدرات الطبيعية  انما هي (سحر) و انها حرام .
ان السحر قد يكون خير او شرير و له وسائل معروفة و الروحانية لا تكون الا خيرة مع تشابه وسائلها مع السحر اما الكرامة فهي قدرة شريفة او خيرة من حيث الصفة و الوسيلة . ثم هناك القدرات الخارقة التي تظهر طبيعيا على يد بعض الناس دون سبب واضح و بغض النظر عن الدين او العبادة او الانتماء الاجتماعي او الثقافي و قد اصطلح عليها في عصرنا الحالي بالقدرات الباراسيكولوجية  و هو علم حديث ما زال في بداياتها و يندرج ضمن خانة العلوم النفسية .

أبريل 5, 2023

عن المؤسس

الأستاذ شريف هزّاع خبير في علوم الطاقة البشرية.. جراند ماستر في تقنيات الريكي الغربي، ومعلم – شيهان – في الريكي الأصلي التقليدي (جنداي ريكي هو & كوميو ريكي دو) وماستر كارونا ريكي وكونداليني ريكي وخبير في التنويم الإيحائي، مدرب متمرس في علوم الطاقة الكونية وعلاجات الطب التكميلي.. خبير في علوم الطاقة الحيوية والطب البديل .

تابعنا:

يحدث الآن على صفحات التواصل الإجتماعي

جميع الحقوق محفوظة © 2017اكاديمية ريكي زن.
X