
بقلم:-
الجراند ماستر
شريف هزاع
موضوع الارشاد يكاد يكون لفظ مطاط جدا في التداولية الاصطلاحية في علوم الطاقة وذلك يعود لان فيه اكثر من نوع ، وعادة يختزل بمصطلح (المرشد الروحي) لكن هذا الاسم يشمل العديد من الاشكال ، وبين انفصال المرشد الروحي عن ذاتنا نجد أيضا نوع اخر هو ارشاد ينطلق من الذات المجردة (الذات العليا) في حين يندرج تحت الاول الكيانات النورانية المبثوثة بالوجود التي وضعها الخالق العظيم لمساعدتنا والوقوف معنا لتجاوز مفرق طريق في العبور ، وبالوقت نفسه لاستبعد فخ الارشاد الوهمي والكاذب الداخلي برسائل الخداع النفس واللاوعي او الخارجي الذي يوهمنا انه نور ف ظاهره الا انه ظلام في اصله وجوهره ، لانريد الاسهاب هنا ونختصر القول بتعددت الاسماء فمنهم اطلق عليهم:-
الملائكة
المرشد الروحي
المرشد العلوي
المرشد الحيواني
الكيان النوراني
روح الاسلاف
الحدس
العقل المجرد
الذات العليا
الصوت الداخلي…الخ
معتبرين ان الاحرف والارقام والتكرار والاحلام والتزامن وغيرها من الأمور جزء من رسالة الارشاد لنا لننتبه على شيء مهم في طريقنا..
والحقيقة ان تلمسنا للارشاد هو استعدادنا المسبق في التناغم والتوافق مع احدها ، وربما هذا يحتاج تفصيل سوف اختصره:-
نحن في رسالة الارشاد علينا ان نبوب نوع الارشاد اولا ، او لانقل انه علينا ان ناخذ بنوع مخصص لانخلطه مع غيره ، فارشاد روح الحيوان لايجب ان يفسر بالارشاد الرقمي او الحرفي ودلالاته او نسقطه على ارشادات التاروت …الخ ، والعكس ايضا ، فكل شيء وجب ان يكون ضمن خانته واصطلاحاته وادواته.
وساخذ مثالا عن الرون ، ولان الرون لون شاماني فإن عناصر الشامانية في الارشاد تكون ضمن الطبيعة (روح-الحيوان/النبات) مع تداخل تلك المفردات بالتقنيات ، وبالرغم من جذور الشامانية ، وبسبب وجود الخلفية الاسطورية في الحرف الروني نستدل بالاستنتاج على وظيفية للحرف ، وهذا اسهل بكثير بمعرفتنا لرسالة الارشاد بدل الولوج في الشامانية واسقاطها على مفردات الحكايا النوردية التأسيسية في الرون والاحرف..
كل حرف من الرون الـ٢٤ حرفا يملك بعدا ارشاديا معينا حدد بين قوسين ، الا اننا نجد الارشاد كحركة او وظيفة يندرج بشمولية الارشاد في حرفي:-
هاغلاز ᚺ
رايدو ᚱ
الاول هو الانتقال من عالم الى اخر(الجسر) علما انه يعني أيضا (الحاجز) الفاصل بين الجليد والذوبان أي التحول من الثلج الى الماء ورسالته لنا هي (ماهو سيء الان ، سيكون جيدا غدا).
وهاغلاز يعتبر تجاوبا وتناغما بين العقل الواعي والعقل اللاواعي.
هو اليقظة والانتباه لان حاكمه (هيمدال) الذي يسمع كل شي ويرى عن بعد شاسع ولاينام فهو يقظ ومهامه كبيرة.
الثاني يعني (العجلة – الدولاب) الحركة والاتجاه الذي يتطلب منك التخطيط ، الذكاء ، التحليل ، البصيرة ، الرحلة والسفر والتنقل للحصول على الاستنارة والحكمة ولقاء الحكيم ، لذا فهو حرف يرمز الى السير والطريق والطريقة لتحقيق احلامنا ونوايانا ، يسمح لنا بتوجيه طاقاتنا بشكل فعال لاجل تحقيق الهدف.
الارشاد في الرون ليس من الارشاد الروحي بالمعنى الحرفي وليس بارشاد ملائكي بالتأكيد ، هو اقرب شيء يكون من الارشاد الحدسي ورسالة الذات العليا المجردة ولانستثني طاقة اللاوعي الجبارة والعقل الباطن الذي يعمل الرون بحركة تشبه التروس المسننة داخل لوحة الوجود اللانهائي لتتوافق حركته التطابقية وفعلنا في الادراك والفهم الذي نستخلصه من الرسالة الرونية.
كيف يكون هاغلاز ورايدو اداة لوصولنا للمرشد الروني؟
ليس الغاية هنا ان نفصل تقنيات العمل او الحصول على طريقة الرون كطقس وتطبيق انما توضيح فلسفته والارضية التي ينطلق منها .
هناك ثلاث كلمات هي المفتاح في فهمنا للحرف هاغلاز و رايدو هي:-
(الحاجز – الجسر – السفر) هاغلاز ينقسم وظيفيا الى حاجز بتجاوزه نصل الى الجسر وهذا يبدأ بالسفر للداخل او العروج الباطني من خلال رايدو.
الارشاد كما ذكرت سابقا هو استعدادنا المسبق وتناغمنا وقبولنا وهو امر تقرره انت ، فاذا عرفت الثالوث الذي يمكنك هاغلاز ورايدو من الوصول اليه ولمبتغاك فالانتقال بين العوالم في الاسطورة النوردية كانت نسج حكائي وسردي لايصال فكرة ومعنى من جهة ، وهي في حقيقتها اشارة لقدرتك على الانتقال بين العوالم والسفر الروحي (الاثيري) واستلهام الطاقات والحكمة كما (هيمدال) وتلقي الارشاد.
حين تفهم الحاجز الذي في داخلك وتسافر له برايدو ستجد الجسر على مسافة خطوة وقتها ، فيبدأ السفر صعودا بمركبة الرون وارتقاء باحرف رايدو وهاغلاز ، فيكون الأول رحلتك نحو داخل النفس والباطن وهو الامر الذي بدونه لايمكن الوصول الى جسر بيفروست الممتد في الثاني الذي هو حالة الانتقال التي تمكننا من الدخول الى العوالم الاخرى لتلقي الواردات ..