
بقلم:-
الجراند ماستر
شريف هزاع
ان مدارس اليوغا كثيرة ومتعددة نعرف اهمها ما جمعه المعلم سيفانندا في كتابه (AMRITA GITA) ، هاثا – راجا – كارما- جانانا – مانترا – جابا – بهاكتي – كونداليني.
وسوف نتكلم عن الاخيرة على وجه الخصوص ، اليوغا كونداليني تتلخص باستخدام البرانا بالتنفس (براناياما) لدخول الحياة وتوجيهها بحركة لولبية داخل الدورة الدموية والعامود الفقري من خلال الايدا والبنغالا لكي يوصلو البرانا الى القاعدة التي تنطلق منها الكونداليني ، يجب ان تعرف جيدا ان ارتقاء الكونداليني وصعودها شيء وتنشيطها وتفعيلها شيء اخر ، وان تنشيطها ورفعها له وسائل واساليب مختلفة وله اصول ومبادئ متفق عليها عند اهل الخبرة من المعلمين وهناك وضعيات مخصصة لها ونجد منها في الهاثا يوغا اسانات مخصصة .
ولكن لابدا من الاشارة الى ان تنشيط ورفع الكونداليني لايأتي بالارتقاء الروحاني فورا انما يجب ان تكون هناك مقدمات لارتقاء طاقي اولا ؛ ثم يأتي الارتقاء الروحي بعد ذلك ، وهذا الارتقاء الطاقي يجب ان يراعى بالمسار الروحاني السامي لديمومة الطاقة تلك ، ونقصد ان هذا الارتقاء الطاقي لايأتي بدون التزامنا الروحي المسبق وهي الامتثال الاخلاقي والروحاني للتعاليم الانسانية والكونية المشتركة.
الامر في التنشيط والممارسة يجعلنا على ضفاف امر مركزي في تدريبات الكونداليني هي اننا سوف نكون ضمن مسارات الدخول الى الاشكال الثلاثة لوجودنا او الهيئات كما تسمى وهي:-
الجسد المادي
الجسم السببي
الهيئة النجمية
هذا الامر الذي اوردناه اعلاه يبين لنا ان عمر التدريبات والتعاليم اليوغية الاف السنين ، والرائع انه توجد الان كثير من البحوث تبين دقة المعطيات القديمة فيما يخص كثير من الافكار والاساليب القديمة في علوم الطاقة منها علاقة الكونداليني بالحمض النووي ، وتبين للدارس في العلوم الطاقية الخاصة بطاقة (الثعبان – الكونداليني) ان له علاقة وثيقة بالحمض النووي وهو (الـ DNA والكونداليني ) وليس غريبا ان تكون هناك مقاربات بين العلوم رغم اختلاف الحضارات والزمن ، هذا مانجده حين نطالع امرا عن الكونداليني من فم قائليها ، ديدن الممارسات اليوغية هي الوصول الى تفعيل القوة الكونية التي اودعت في جسدنا منذ الخليقة من خلال تنشيط مسارات الطاقة في جسدنا وتنظيف محل السكن !.
القاريء الذي يتابع هذا العلم من المدربين والمعلمين المعتمدين يجد ان قضية تنشيطها امر مفروغ منه في المدارس تلك وانه لو حدث ان كانت هناك ارهاصات في التمارين فكل حالة لها دلالة ولها علاج ناجع .
ولكن من الغباء المفرط ان ينبري شخص يريد رفعها دون ثقافة والمام وتحري .
لمن سأل عن علاقة تنشيط الـDNA والكونداليني وفاعلية الامر ، هناك علاقة وثيقة بينهما والبحوث المعاصرة التي لها عقد من الزمن عن تنشيط الحمض النووي وعلاقته بالكونداليني ممكن متابعتها من خلال الانترنيت بسهولة كبيرة.
وهناك مدارس ومعلمين كثر في امر الكونداليني واشهرها هي:-
مدرسة اناندا مارغا
مدرسة سهاجا يوغا
مدرسة بهاجان
وهناك الكثير من المدارس بالتأكيد غير ماذكرنا ، ففي الهند موطن الكونداليني نجد معلمين يدربون تلاميذهم فيها وفق رؤيتهم ومنهجهم.
الكونداليني حسب مفاهيم (جوبي) او المعلمة الرائعة نيرمالا ديفي(شيري ماتاجي مؤسسة السهاجا يوغا) او ماسطره المعلم (الطبيب) سيفانندا وهو اكبر معلم يوغا في القرن العشرين والذي وضع سفرا تحت اسم (يوغا كونداليني) مليء بالبحوث الموثوقة والتاريخة المعتمدة ، كما نجد معلم الكونداليني المعاصر بهاجان الذين ينطلق كما غيره من ارضية مدرسية وتدريبية وليس من كلام نظري ، والتأسيس الفلسفي والفكري هو بداية مشروعهم التدريبي.
اجماع كل المعلمين في الكونداليني ان طاقتها هي :- قوة الحياة الكونية التي في حالة انتشار وتماهي تسمى (برانا) كما في السنسكريتية تنتقل هذه الطاقة الينا عبر التنفس او الطعام ومدخلات اخرى تذهب الى مسارات طاقية مفترضة في على اليوغا تسمى nadis ، وهي بالالف في جسمنا في علم الكونداليني يهتمون بثلاثة مسارات هي
يسار العامود الفقري وهي التي ترتبط بطاقة ابانا (apana)
يمين العامود الفقري وهو الذي يرتبط بطاقة برانا (prana)
وسط العامود الفقري الجامع للطاقتين (Sushumna) حيث ترتقي الكونداليني صعودا من التشاكرا الاولى الى التشاكرا السادسة وتبقى في حالة تفاعل ليحدث عند الشخص حالة الحكمة العالية حيث تنتشر الطاقة من العين الثالثة الى تشاكرا التاج (التشاكرا السابعة) ، ونصبح على اتصال بالوعي الكلي المقدس الموجد للمخلوقات والموجودات.
اليسار واليمين ينقلان الطاقة الكونية والداخلية الى مركز الجذر الذي ينطلق منه المسار الاوسط كانبوب افتراضي ، الايسر يبدا من الجذر وينتهي بفتحة الانف اليسرى ، اما الايمن يبدا من الجذر كذلك وينتهي بفتحة الانف اليمنى ، اما الانبوب الوسطي ينتهي بالعين الثالثة ، وهناك نرتقي الى الادراك الخلاق فوق الحسي حيث اول بدايات طريق الحكمة.
سلام ومحبة وامان