تعديل القوائم في لوحة المدير

ما هي تقنية الكوان في مدرسة الزن ؟

المعلم:- نمير ذنون

كل المدارس التأملية او الصوفية اشتركت او اتفقت على قاعدة اساسية هي انه لايمكن تحرير الانسان من المعاناة او ارتقاءه الروحي بدون السيطرة على العقل او تطهيره من الانا و الحقيقة ان السيطرة تمهد للتطهير او ان كلاهما وجهان لعملة واحدة فما ان تتم السيطرة على العقل بمعنى ايقاف تخبطه و وضعه تحت سلطة الوعي و الارادة حتى يمكن تطهيره اوان التطهير قد اصبح ناجزا . و الاختلاف حول هذه القاعدة هو فقط في الطرائق المعتمدة و لكل مدرسة طريقتها . ان السيطرة على العقل تتم من اكثر من مقترب فمدارس اختارت مقترب الجسد مثل الهاثا يوغا و التاي تشي بدون اهمال لبقية المقتربات مثل التنفس او الصوت او الانضباط الاخلاقي ، و مدرسة الكارما يوغا اختارات مقترب اخلاقي بدون ان تهمل مقترب العقل ( التأمل)و هناك مدارس اختارت مقترب العقل مثل البوذية او الزن دون اهمال لبقية المقتربات و لكنها وضعت تركيزها على تقنية التأمل و هكذا .

لقد اكتشفت كل المدارس انه من طبيعة العقل انه في تخبط دائم و طالما هو على هذا الحال فلن يكون هناك خلاص من المعاناة او تحرر روحي . و للعقل اكثر من مقترب او طريقة لضبطه فهناك مقترب الاستبطان او معرفة النفس و تحليلها كما في مدرسة الجنانا يوغا و حتى البوذية تستخدم هذا المقترب و هناك مقترب الاتضباط الاخلاقي كما بيينا آنفا اما بالنسبة للطرق التأملية ، فهناك مثلا تأمل المانترا او الجابا او الماندالا او التركيز على الفراغ كما في الزن ، و كذلك هناك مقترب-تأملي هو التركيز على الكوان و هو ما تميزت به مدرسة الزن اليابانية و المستوردة من الصين او المقتبسة من مدرسة الـ(تشانchan) الصينية .

فما هو الكوان ؟

لا يوجد في اللغة العربية حسب علمي ما يعادل هذا الاصطلاح في معناه و لكن افضل و اقرب تعريب له هو ( لغز ) . لقد تم اكتشاف ان ضبط العقل المتخبط لاجل تبئيره على نقطة واحدة هو امر صعب جدا و يأخذ وقت طويل لانه اعتاد على التخبط او التفكير لهذا تم ابتكار تقنية لاشغال العقل في موضوع متحرك و ثابت  في نفس الوقت و هو الكوان . و المعنى من ( متحرك) انه لغز يفكر فيه العقل لاجل ان يشبع نزوعه في التخبط و سيثبت على هذا الموضوعدون زوغان الى خارجه و بما انه لن يجد حلا فانه سيصل الى حالة الثبات على الموضوع و الذي لا يمكن التفكير فيه (حله) و بذلك يتم السيطرة على العقل و ضبطه و ترويضه تمهيدا لاستنارته ، و هذه من ادهى الطرق المبتكرة في السيطرة على العقل و ترويضه .

ان الغرض من الكوان او هذه التقنية هو لتقييد العقل لاجل ان يتوقف عن التخبط و من ثم الوصول به الى حالة العجز عن التفكير و بالتالي توقف الحركة و هذا سيؤدي الى افناء اللاوعي و التفكير او تحطيم الوعي ( = الايديولوجيا و بقية المعتقدات ) و كشف عجز المنطق عن معرفة الحقيقة (المطلقة) و في الوقت نفسه اظهار ما سادعوه ( البرق الادراكي) بمعنى ادراك العالم من حولنا بالتماعات الحدس اللحظية دون الحاجة الى التفكير و هو ما اصطلحوا عليه  في مدرسة الزن  بـ( الساتوري satori او الكينشو kenshu ) و هي مرحلة متقدمة من ممارسته و لكن الاهم من كل هذا هو  السكون في حالة سلام باطني . لهذا فان الزن يطور مهاراتنا في الحياة سواء أ كنا عمال او فلاحين او حرفيين او موظفين مدنيين او عسكريين او غير ذلك كما انه دخل في تدريبات فنون القتال . ان حالة الاستنارة  في الزن يرافقها الحدس و الحقيقة انها حالة من ثلاث اركان(الفراغ – التنور روحي – الحدس) و هي ثلاثة في واحد و لكن يبقى الطاغي عليها هو  حالة الحدس و هو الذوق الصوفي الذي تميز به الزن.

هناك مئات الكوانات و بعضها بسيط و لها حلول مباشرة و بعضها لها حلول بالاحالة الى مستوى ثاني او ثالث من المعاني و هناك كوانات تختلف حلولها من شخص الى آخر و هناك كوانات تستهدف عقدة نفسية او فكرية معينة في التلميذ و هنا ككوانات حلها الوحيد هو تحقيق الساتوري و هو الاصل في هذه التقنية . و يبقى ان المعلم الحكيم هو الذي يعرف اي كوان يعطي للتلميذ . مثلا قد يكتشف في تلميذه عقدة الخوف من المرتفعات فيعطيه كوان مناسب لاجلتحريره من هذه العقدة و قد يكتشف ان تلميذه يعتقد بالوهية بوذا او قداسته فيعطيه كوان معين ليحرره من هذا الوهم و هكذا . و الى جانب الكوان هناك حوارات (كوان-ية)او ملغزة او صادمة كاسحة تدعى بـ ( الموندوmondo) و يستخدمها المعلم ايضا لتحرير التلميذ من العقد و تعزيز تجربة التأمل و الكوان .

اننا جميعا نعيش و بيننا و بين عالمنا تقف محتويات عقولنا من و عي و لاوعي و احكام مسبقة و ايديولوجيا معينة و ردود افعال انفعالية او نفسية سلبية عادة ، و في الزن و عندما نتحرر من هذا الحاجز ( الذهني) فاننا سنكون في علاقة مباشرة مع العالم . سنتواجد في العالم و ليس بواسطة سلسلة ( من محتويات الوعي ) تربطنا به و هو ما سيؤدي بنا الى العيش بوعي بسيط مباشر عفوياو حدسي .

حقيقة هناك الكثير من الكتب لمعلمين زن في هذا الموضوع و هناك الكثير من المقالات في النت تشرح هذا الموضوع و كلها تناولته من جانب معين او كشفت احد جوانبه  لهذا انصح بقراءتها لمزيد من الاطلاع و تحصيل الثراء المعرفي و كشف اعماق هذه التقنية . فمقالتي تكشف احد جوانب الموضوع و الاخرين لهم اكتشافات اخرى .

أبريل 10, 2020

عن المؤسس

الأستاذ شريف هزّاع خبير في علوم الطاقة البشرية.. جراند ماستر في تقنيات الريكي الغربي، ومعلم – شيهان – في الريكي الأصلي التقليدي (جنداي ريكي هو & كوميو ريكي دو) وماستر كارونا ريكي وكونداليني ريكي وخبير في التنويم الإيحائي، مدرب متمرس في علوم الطاقة الكونية وعلاجات الطب التكميلي.. خبير في علوم الطاقة الحيوية والطب البديل .

تابعنا:

يحدث الآن على صفحات التواصل الإجتماعي

جميع الحقوق محفوظة © 2017اكاديمية ريكي زن.
X