بقلم:-
الجراند ماستر
شريف هزاع
لعقود طويلة من الزمن بقي الريكي الياباني حكراً على فئة معينة من المتدربين في اليابان ولم يسمح لاي معلم او متدرب بين صفوفه الخروج بمادة الريكي وتعاليم المعلم اوسوي لاي فرد خارج معهد الريكي الام (جاكاي) ، فكان لاستقلال المعلم هياشي دوراً كبيراً في نشر الريكي عالمياً لتتلمذ هاوايو تاكاتا التي يعود لها الفضل في نشر الريكي في العالم الغربي.
المعلم هياشي (1878-1940) طبيب في البحرية اليابانية تخرج منها عام 1902 تعرف على الريكي في وقت متأخر ، انضم لدوجو المعلم اوسوي في عام 1925.
بعد وفاة السنسي اوسوي بخمس سنوات تقريبا افتتح المعلم هياشي معهد للريكي اسمه (HAYASHI SHIKI REIKI RYOHO) قبل هذا يقال ان المعلم اوسوي ابان حياته اوصى هياشي ان يفتتح عيادة للريكي وان يقوم بتسجيل الحالات المرضية ، وقد ترك لنا هياشي في عيادته ارشيفاً من السجلات العلاجية عن الحالات التي تم علاجها .
كان هياشي عضوا في جاكاي لفترة قصيرة فلم يلبث الا اشهر فيها ثم انفصل عنها ، كان سبب هذا الامر الذي دفع هياشي الى مغادة جاكاي هو اعتقاده المسيحي الذي تقاطع من بعض معلمي جاكاي غير المسيحيين والذين اتسمو بالتعصب ، وحين افتتح معهده الخاص بالريكي (Kenkyu-kai) ، كان يعول على الدراسة السريرية اكثر من النواحي الروحية كأسلوب شفاء وهذا ماجعل لهياشي طابعاً علمياً كبيراً ربما كونه طبيباً يفهم السبب والنتيجة والمرض والعلاج اكثر من اي شخص.
الريكي عند هياشي ازاح بعض الاركان التي كانت بنظر جاكاي اعمدة لاتتزعزع واستبدلها بالنظرة العلمية والطبية وهذا ماجعل انتشاره اكثر سهولة في العالم الغربي لانه يهتم بمعايير العلاج والمرض والفحص السريري بشكل اكبر.
يعتبر هياشي المحور بالغ الاهمية في الريكي الياباني ، فقد قدم لنا هذا المعلم الرائع نظرة لاتقل بقوتها واهميتها عن نظرة معلمه السنسي اوسوي ، الا ان التفرد والاستقلالية التي عرف بها هياشي كانت كفيلة ان تكون له صياغة للريكي لها دور في رؤيتنا المعاصرة للعلاج والطاقة .
وفي وقتنا الحاضر لايعد الريكي الغربي (الذي عرف عن طريق تاكاتا ) الا ضلال خافتاً للريكي الياباني الاصلي ، الا ان ريكي هياشي من حيث الاهمية يعتبر منهجاً رصيناً مشحون بالافكار العلمية والاجتهادات الصائبة ، فقد قامت المعلمة ياماغوشي بطرح ريكي هياشي كما هو عن معلمها من خلال مدرستها (جيكدن ريكي) التي تمثل النظام الدقيق الذي كان ينتهجه هياشي في معهده ، والذي عملت عليه ياماغوشي من خلال ماتملكه من نسخ للملاحظات التي تعلمتها من هياشي وتلقت منه اول تناغم عام 1938 .
لايتضمن الريكي الذي تعلمته ياماغوشي شيء يذكر عن (الرمز الرابع) وهذا نفس ماصرح به هيروشي دوي في مقابلته الشخصية مع وليم راند فقال ان جاكاي لاتعمل الا بـ3 رموز وهذا يجعل من ريكي هياشي الاقرب الى جاكاي لاشتراكه بهذه النقطة ، وهذا امر ممكن الاستزادة عنه من خلال دراسة الارشيف الخاص بالريكي جاكاي ( الذي كشف الكثير منه في القرن العشرين).
من اكثر الامور التي توجه الى اتباع هياشي هو امرا في غاية الخطورة وهو ان جاكاي ترأسها المعلم يوشيدا بعد وفاة اوسوي وليس هياشي الذي هو بنظرهم لم يتلقى الدروس الكافية لنظام التناغم (ريجو) قد يكون هذا الامر فيه شيء من الصواب لان التناغم عند هياشي لايشبه عملية الريجو عند اوسوي ، عليه لم يتلقى هياشي سوى بضع امور من فن الريجو اما بصيرة التدريب فلم يتمكن منها كونه لم يتجاوز اشهر من حياة المعلم اوسوي في التلقي ، لذا فان اهل جاكاي يعتبرون ان نهج هياشي كان ضمن مبدأ (Ryuku) لانه درس المرحلة الثالثة في الريكي ولكنه لم يكملها (Shinpiden level) والذي يعني بنظرهم ان نهج هياشي كان يعمل على صنع الطبيب الماهر في العلاج وليس المعلم الكامل الذي يعرف التعاليم الروحية ، فالريوكويون بارعون في تضميد الجراح الا انهم لايستطيعون الدخول الى تضميد الجراح من خلال القنوات الروحية المعمول بها في الريكي.
كثير من الدارسين يعتبرون ان لتاكاتا الدور الكبير في نشر الريكي في العالم الغربي في ثلاثينيات القرن المنصرم ، والحقيقة انه لولا المعلم هياشي ما كان للريكي ان يعرف خارج اليابان ابدً وذلك بسبب سفره شخصيا الى هاواي لتعليم تاكاتا عام 1937 -38 والتي تعتبر وقتها الشخص الوحيد في تاريخ الريكي الغربي كونها التي قامت بنشره في العالم الغربي .
من اهم النقاط التي يمكن تثمينها في طريقة هياشي انها :-
1- هياشي من قال ان وضع الايدي يسهل تدفق الريكي الى اكثر من مكان في الجسم في الوقت الذي كانت عند اوسوي لاتعتمد على مواقف اليد(تعتمد على موقف واحد هومكان الضرر) لذا عمل هياشي على 7 الى8 مواقف بالايدي كانت تغطي اجزاء كثيرة من الجسم .
2- العلاج بالريكي ممكن تعلمه ونشره عند الناس بتدريب قصير ، في الوقت الذي تزمتت جاكاي ان الريكي وفن الشفاء لايمكن بيعه للناس .
3- يعالج هياشي المريض بالجلوس على سرير ابان العلاج كما المريض في العيادات الطبية ، في الوقت الذي كان اوسوي يعالج الاشخاص بالجلوس على كرسي فقط .
