الحياة مع الريكي -2-

مقتطفات من كتاب


فراين براون. الحياة مع الريكي . ترجمة د.رفيقة العبد الله. دار الطليعة الجديدة – سورية

بولا – بولا
كانت هاوايو أصغر من الأطفال الآخرين. رغم ذاك لم تكن قدراتها أقل منهم. بل كانت متفوقة عليهم وتقودهم في ألعابهم.
كان تلاميذ المدرسة في الجزيرة يعملون في العطل الصيفية عندما يبلغون الثالثة عشر من عمرهم. كانوا يعملون في مزارع قصب السكر يقصون رؤوس القصب المليئة بالبذور ويجمعونها في أكياس. كان صاحب المزرعة يدفع لهم مبالغ جيدة لقاء هذا العمل -30 سنتاً للكيس الواحد كانت هاوايو قصيرة القامة وبالكاد تصل إل رؤوس القصب ولذا لم يكن بمقدورها تعبئة الكيس حتى حافته.
جلست هاوايو وشرعت بالبكاء خوفاً من عدم قدرتها على العمل لقاء 30 سنتاً. رآها اثنان من معارف أسرتها وهي على هذه الحالة فاقتربوا من الفتاة لباكية وقالوا لها: إن شجاعتك تستحق المكافأة ولذا سنعمل في فترة الغذاء وسنملأ لك القسم المتبقي من الكيس وسوف يكون مليئاً على الدوام.
في نهاية آب غادر العمال مزارع القصب والتلاميذ ايضاً وتجمعوا في قاطرة تشحن القصب في عرباتها استعداداً للعودة الى منازلهم. وتأخرت هاوايو الصغيرة عن القاطرة لدقائق معدودة.
كانت هاوايو في هذه الأثناء تنظف قطعة أرض صغيرة من الأوراق المتبقية وثنت رجليها جالسة على الأرض ورفعت يديها إلى السماء قائلة: يا إلهي أقدم صلاة الشكر والعرفان لك! كانت هذه الأيام والشهور صعبة جداً ولكنك قمت بحمايتي ومساعدتي فأرسلت لي هؤلاء الناس الأخيار. فقد ساعدوني في جمع البولا- بولا. اشكرك يا إلهي على كل شيء. ولكن من فضلك لا تدعني أعود مجدداً إلى مزارع القصب هذه أبداً ابداً. من فضلك. أسمح لي أن أجد مجالاً أفضل لاستخدام يداي. بعدئذ انحنت هاوايو إلى الأرض وقبلتها ثلاث مرات.
لقد بعث سلوك هاوايو الفرح في نفوس الأطفال الموجودين في القاطرة! رحلوا جميعاً وهم يتصايحون ويستفزون هاوايو في طريقهم المؤدي إلى المنزل.
“”إبدي آيات الشكر والعرفان””
يتبع

هذه المقتطفات نشرت في مجموعة زن سوسايتي على التيليغرام من قبل الماستر لانا مريود

https://t.me/szenreiki