هوغن ومونن -الانسلاخ الاثيري

بقلم:-
الجراند ماستر

شريف هزاع

 

قبل اشهر كتبت اسطر قليلة عن جيري وفريكي ورمزيتهما الشامانية ، والان اريد تناول هوغن ومونن وهما اكثر اهمية كرمزية في الاسطورة النوردية ولكن ليس على انهما بمحمول شاماني ، انما الانطلاق من تأويل رمزية وجودهما كدال ومدلول ، ثم اسقاطها طاقيا وفق مفاهيم الرون.

الاسطورة النوردية تقول ان اودين وهب احد عينيه لبحيرة -بئر- الحكمة ، كعملية مقايضة ، العين مقابل الحصول على الحكمة والاسرار ، ووجود الغرابين هو حالة ادراك لاودين تجاوز العين كعضو وظيفي الى عين البصيرة والادراك اكثر قوة وحضور واهمية فالعين المادية ترى (لبعد ودرجة وضوح محدد) وهما يمثلان تجاوزا لمحدودية العضو المفقود.
هوغن ومونن يرمزان الى:-
الفكر – هوغن
الذاكرة – مونن
وهنا تحيلنا دلالات الفكر والذاكرة الى العين الثالثة ، فكانا ، عبارة عن تفعيل حاسة الادراك الشمولي (الذاكرة) والادراك المسبق الذي يكون بقدتنا على تحليل البيانات – الذاكرة- بواسطة الفكر.
هوغن مونن ، يطيران سويا بارجاء العالم بحثا عن الاخبار ، الاول (ادراك وتحليل) والاخر (خزان وتجميع بيانات) ، بين هوغن ومونن قنوات اتصال احدهما يغذي الاخر وينمي الادراك ويوسعه فالادراك يغذي الذاكرة ، والذاكرة توسع الادراك..

لكن هل يمكننا بالرون تفعيل هوغن ومونن؟
نعم يمكننا ذلك لان الرونية ككل هي تمثلات ذاكرة كونية من بيانات وتفاصيل وموضوعات ، والفكر والقيم التحليلية او دخولها كبيانات الى حقلنا الطاقي يحتاج منا الى تناغمنا الكبير مع الرون ، وقوة في التركيب والتحليل العقلي والحدسي وادراك يتجاوز الاطر السببية.
كل حرف روني مبطون فيه فكر+ ذاكرة ، اي ان كل حرف روني هو حضور هوغن ومونن ، بشكل ساكن ، وتفعيلنا للرون هو اطلاقهم للطيران ، لهما القدرة على تغذيتنا بقاعدة بيانات كبرى – ذاكرة – ليست ذاكتنا الشخصية ، بل الذاكرة الكونية التي ينصب جزء منها باتصالنا للحصول على بيانات ما ، وهذا مايحدث احيانا بالسفر النجمي.
تأمل الحرف هو حالة من التواصل مع هوغن ومونن ، انسلاخ اثيري للاتصال بالذاكرة الكونية..